قال وزير الدفاع الفنلندي أنتي هاكانين، إنه ينبغي على الدول الأوروبية الشريكة مع حلف شمال الأطلسي “الناتو”، أن تملك “خارطة طريق واضحة” توضح آلية أي انسحاب أميركي من القارة، حسبما أفادت مجلة “بوليتيكو“.
وأضاف هاكانين في مقابلة هاتفية، عقب اجتماع غير رسمي لوزراء دفاع الاتحاد الأوروبي في وارسو: “نحن بحاجة إلى خطة مشتركة مع الأميركيين حول خارطة طريق، إذا ما كان الأميركيون يُغيرون التوازن في منطقة المحيط الهادئ فيما يتعلق بالقدرات الدفاعية التقليدية”.
ودعا واشنطن إلى وضع “خارطة طريق” واضحة، حتى لا تُتاح لروسيا أي فرصة لمحاولة فعل شيء ما، قائلاً إن “الخطط الأميركية يجب أن تُنسق مع مبادرات الاتحاد الأوروبي لتعزيز القدرة الدفاعية لتكتل”.
وأبدى الوزير الفنلندي تعاطفه مع الحجج الأميركية بشأن ضرورة التحوّل نحو آسيا، قائلاً إن “الرسالة التي أتلقاها من الأميركيين ووزارة الدفاع، هي أننا بحاجة إلى فهم ضغطهم الناجم عن الحشد العسكري الصيني في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”، لكنه حذّر من أن أي انسحاب أميركي من أوروبا “يُشكّل خطراً” على القارة، وخاصةً على الدول القريبة من روسيا.
روبيو يحضر اجتماعات الناتو وسط قلق متزايد إزاء أجندة ترمب تجاه أوروبا
يصل وزير الخارجية ماركو روبيو إلى بروكسل الخميس، لحضور اجتماع وزراء خارجية حلف شمال الأطلسي (الناتو) وسط توتر متزايد إزاء نهج إدارة ترامب تجاه أوروبا.
وقال الوزير، الذي تشترك بلاده في حدود بطول 1340 كيلومتراً مع روسيا، وتستطيع قواتها الدفاعية استدعاء ما يقرب من مليون جندي احتياطي: “أوروبا ضعيفة للغاية بدون قدرات الولايات المتحدة. يجب أن تُكمّلها قدرات أوروبية”.
وأكد هاكانين، أن خطط المفوضية الأوروبية، التي قد تُطلق العنان لإنفاق عسكري بقيمة 800 مليار يورو من خلال تخفيف القواعد المالية الوطنية وتقديم قروض دفاعية بقيمة 150 مليار يورو، بهدف تعزيز دفاعات الاتحاد بحلول عام 2030، “تسير على الطريق الصحيح”.
وتتوافق تعليقات هاكانين مع تعليقات وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، الذي طلب الشهر الماضي من نظيره الأميركي بيت هيجسيث “وضع خارطة طريق لتجنب الفجوات في القدرات، وتنظيم تقاسم الأعباء تدريجياً”، حال نقلت الولايات المتحدة قواتها من أوروبا إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ.
تقييم الدفاعات وسط حرب ترمب
يأتي ذلك في وقت تسعى الدول الأوروبية جاهدةً لإعادة تقييم دفاعات القارة، في ظل شن إدارة دونالد ترمب حرباً اقتصادية على الاتحاد الأوروبي، وتوطيد علاقاتها مع روسيا، وتحذيرها من أنها قد لا تدافع عن حلفائها في الناتو الذين تشعر أنهم يُنفقون أقلّ من اللازم على الدفاع، كما تهدد بغزو جرينلاند.
ووصف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الموجود في بروكسل لحضور اجتماع وزراء خارجية الناتو، المخاوف بشأن التزام أميركا بالحلف بأنها “هيستيرية”، إذ قال إن الولايات المتحدة ستبقى في حلف الناتو، مشدداً على أهمية قوة التحالف.
وفي الاجتماع نفسه، جادل رئيس حلف الناتو، مارك روته، بأنه “لا توجد مفاجآت” داخل الحلف، وأن أي تحوّل أميركي نحو آسيا سيتم “بطريقة منسقة للغاية”.
وزير الخارجية الأميركي: الولايات المتحدة ستبقى في حلف الناتو
قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الخميس، خلال تصريحات من بروكسل، إن الولايات المتحدة ستبقى في حلف شمال الأطلسي “الناتو”، مشدداً على أهمية قوة التحالف.
ويلعب الاتحاد الأوروبي دوراً أكبر في الدفاع لردع التهديد الروسي، وهو جهدٌ مدفوعٌ بالمخاوف المتزايدة بشأن موثوقية التحالف مع الولايات المتحدة، ومن المتوقع أن يتخذ قادة الاتحاد الأوروبي موقفاً بشأن مقترحات المفوضية في يونيو المقبل.
وتظل الولايات المتحدة، التي تنفق على الدفاع أكثر من جميع حلفاء الناتو مجتمعين، لاعباً لا غنى عنه لأمن أوروبا.
وبالإضافة إلى ردعها النووي، الذي يُكرّس لحماية أوروبا من خلال حمل عدة قوات جوية أوروبية للأسلحة النووية الأميركية، توفر الولايات المتحدة قدرات عسكرية لا تمتلكها الدول الحليفة في القارة، كما تدير قواعد جوية وبحرية وقوات برية، ولديها 80 ألف جندي متمركزين في أوروبا.(أ ش أ)