أثار قرار الرئيس بايدن بالسماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أمريكية الصنع، مزودة برؤوس حربية قادرة على الوصول إلى عمق الأراضي الروسية، رد فعل غاضب من موسكو.
جاء هذا التحول الكبير في السياسة بعد شهور من الضغط المكثف من كييف، وتم الإعلان عنه خلال عطلة نهاية الأسبوع.
في حين لم يصدر رد فعل فوري مباشر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي قاد الحرب على أوكرانيا منذ قرابة ثلاث سنوات، حذر المشرعون المتحالفون معه في روسيا من أن هذه الخطوة غير مقبولة، مشيرين إلى أن التصعيد قد يؤدي إلى اندلاع حرب عالمية ثالثة.
وأذن الرئيس بايدن للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، باستخدام صواريخ أمريكية الصنع من طراز ATACMS، التي يبلغ مداها حوالي 190 ميلاً، لضرب أهداف أعمق داخل الأراضي الروسية، وهو ما يفوق ما كان في حوزة الأوكرانيين حتى الآن، وبالفعل تم إطلاق 6 صواريخ على بريانسك الروسية.إعلانوكانت حكومة زيلينسكي قد مارست ضغوطًا على واشنطن، للحصول على إذن باستخدام هذه الصواريخ لشن هجمات بعيدة المدى لفترة طويلة، لكن إدارة بايدن كانت مترددة بسبب المخاوف من تصعيد الحرب والوصول بها إلى حرب عالمية ثالثة.
ونتيجة لهذا التصعيد، بدأ ملايين السويديين في تلقي نسخ من كتيب ينصح السكان بكيفية الاستعداد والتعامل في حالة الحرب أو أي أزمة غير متوقعة.تم تحديث كتيب “في حالة حدوث أزمة أو حرب” الذي تم نشره منذ ست سنوات بسبب ما تسميه الحكومة في ستوكهولم بتدهور الوضع الأمني، وهو ما يعني الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا. كما أن الكتيب الجديد يحتوي على ضعف حجم السابق.أما فنلندا المجاورة فقد نشرت مؤخرًا نصائح جديدة على الإنترنت حول “الاستعداد للحوادث والأزمات”، كما تلقى النرويجيون مؤخرًا كتيبًا يحثهم على الاستعداد لإدارة شؤونهم بأنفسهم لمدة أسبوع في حالة الطقس المتطرف، والحرب، والتهديدات الأخرى.خلال الصيف، قالت وكالة إدارة الطوارئ في الدنمارك إنها كانت ترسل للبالغين في الدنمارك تفاصيل حول المياه، والطعام، والدواء التي يحتاجون إليها للتعامل مع أزمة لمدة ثلاثة أيام.
وفي قسم مفصل حول النزاع العسكري، يشرح الكتيب الرقمي الفنلندي كيفية استجابة الحكومة والرئيس في حالة حدوث هجوم مسلح، مؤكدًا أن السلطات الفنلندية “مستعدة تمامًا للدفاع عن النفس”.
وانضمت السويد إلى حلف الناتو هذا العام، مثل فنلندا التي قررت التقدم بطلب الانضمام بعد أن وسع موسكو حربها في 2022. بينما كانت النرويج عضوًا مؤسسًا في الحلف الدفاعي الغربي.وعلى عكس السويد والنرويج، قررت الحكومة الفنلندية عدم طباعة نسخة لكل منزل، حيث “سيكلف ذلك ملايين” وأن النسخة الرقمية يمكن تحديثها بسهولة أكثر.وقال توفي كامفجورد، المسؤول عن حملة الاستعداد الذاتي في مديرية حماية المدنيين النرويجية (DSB): “لقد أرسلنا 2.2 مليون نسخة ورقية، واحدة لكل أسرة في النرويج”.
ومنذ أن بدأت الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير 2022، دعت السويد شعبها مرارًا وتكرارًا إلى الاستعداد ذهنيًا ولوجستيًا للحرب، والخوف من مثل هذا السيناريو عظيم أيضًا في فنلندا، التي تشترك في حدود يبلغ طولها 1340 كيلومترًا مع روسيا.وفي ضوء الحرب في أوكرانيا والتهديد الذي تمثله روسيا، تخلى البلدان عن عدم الانحياز الذي دام لعقود من الزمن وأصبحا أعضاء في حلف شمال الأطلسي.
وبعد انضمام السويد لحلف شمال الأطلسي “الناتو” سوف تتمتع دول البلطيق وبولندا بحماية أفضل كثيرًا، ومن الممكن نقل التعزيزات والموارد بسرعة أكبر في منطقة بحر البلطيق في المستقبل، وسيكون من الصعب على روسيا عزل هذا الجزء من بحر البلطيق.
وتريد السويد أيضًا المساهمة ماليًا من خلال تحقيق هدف حلف شمال الأطلسي المتمثل في تخصيص 2% من الناتج المحلي الإجمالي للدفاع هذا العام.وبعد حرب روسيا ضد أوكرانيا قبل عامين، قدمت الدول الإسكندنافية طلبها للعضوية في الوقت نفسه الذي قدمت فيه فنلندا، ولكن السويد اضطرت إلى النضال لفترة طويلة من أجل الحصول على الموافقة من الدولتين الأعضاء تركيا والمجر.(وكالات )