فنلندا بالعربي من هلسنكي
تتناسل الحملات الرقمية للتشهير وللسب والترهيب، عبر استغلال أشخاص لمواقع التواصل الإجتماعي وعلى رأسها “الإنستغرام” “تيك توك” في إطلاق العنان للسب والقذف والطعن والتهديد غير المباشر في الأعراض؛ وهو ما يستوجب التحرك الفوري من لدن النيابة العامة لزجر الجهات الواقفة وراء هذه الحملات التي تستهدف النساء العربيات.
وعلمت فنلندا بالعربي أن بعض المهاجرات بصدد ، تقديم شكايات ضد أشخاص يمتلكون قنوات على موقع التواصل الاجتماعي إلى الشرطة الفنلندية ؛ فيما ينتظر أن تقوم إحداهن بتقديم شكاية لدى النيابة العامة المختصة في المغرب.
وبحذر شديد بات عدد من النساء المهاجرات في فنلندا تستخدم اليوم مواقع التواصل الاجتماعي، ويحرصن على عدم التعبير عن آرائهم بكل حرية في موقعي إنستغرام وتيك توك، بعدما تعرضن للتهديد والسب بسبب آرائهن ومواقفهن في بعض القضايا الإجتماعية والأسرية.
وأظهرت نتائج التقصي والتتبع التي قامت بها فنلندا بالعربي خلال الشهور الأخيرة في مواقع التواصل الإجتماعي، حول العنف ضد النساء، أن العنف الرقمي طال العديد من النساء بشكل أكبر ووصفهن ب (أم شنطة) والعاهرات ، فيما أشارت إلى أن أغلب مرتكبي هذا النوع من العنف هم من الرجال وأصحاب السوابق العدلية.
دوافع عديدة وأسلوب واحد
وأمام هذه الظاهرة ، تحاول عدد من الناشطات المدنيات في فنلندا، التحسيس والتوعية بمخاطر العنف الذي تتعرض له النساء عبر وسائط التواصل الرقمي، والذي لا تقل خطورته برأيهن عن باقي أنواع العنف الأخرى .
وتؤكد المتحدثة (م ع) في حديث مع موقع “فنلندا بالعربي”، أن جمعيتها تستقبل حالات مختلفة من ضحايا العنف المنزلي والرقمي، وتقدم لهن الدعم النفسي والقانوني، عند تعرضهن للابتزاز، أوالتهديد بتشويه سمعتهن، عبر نشر صورهن أو فيدوهات خاصة بهن في وسائل التواصل الاجتماعي، سواء من طرف صديق الحميم، أو خطيب أو طليق أو أشخاص لاتعرفهم.
وفي هذا الصدد، تقول (م ع) إن عدم تسليط الضوء على هذه الظاهرة من قبل وسائل الإعلام والجمعيات العربية والمساجد، وإحجام الكثير من النساء على التبيلغ قدرة خوفا من مواجهة المحيط الذي يعشن فيه، أو بسبب الخوف ، يدخل النساء اللواتي تعرضن للعنف الرقمي في أزمة نفسية، ويساهم في استفحال الظاهرة.
ولكسر هذا الصمت، دعت المتحدثة إلى ضرورة تلقين الناشئة كيفية الاستعمال الآمن للوسائط التكنولوجية والتعريف بالقوانين التي تجرم السب والقذف والتشهير وترسيخ ثقافة التبليغ على الجرائم والعصابات الإلكترونية.