صورة أرشيفية
كشفت دراسة لموقع psypost، عن أن “الأنشطة البدنية المعتدلة والقوية ترتبط بانخفاض مستويات أعراض الاكتئاب المحددة”.
وأكدت نتائج الدراسة “مدى تعقيد هذا الارتباط؛ إذ أظهرت أن بعض الأعراض، مثل فقدان الاهتمام والتعب، مرتبطة ارتباطًا واضحًا بالنشاط البدني، بينما بدا أن أعراضاً أخرى، مثل التفكير في الانتحار وصعوبة التركيز ومشاكل النوم، لا تتأثر بالنشاط البدني”.
ويُعالج الاكتئاب، وهو مشكلة نفسية منتشرة، تقليديًا من خلال مضادات الاكتئاب والعلاج النفسي.
ومع ذلك، فإن هذه العلاجات التقليدية لم تخفف بشكل كبير من انتشاره على مستوى السكان.
وحوّل الباحثون في مواجهة القيود المفروضة على العلاجات الدوائية الحالية، انتباههم إلى خيارات العلاج البديلة التي يسهل الوصول إليها، فبرز النشاط البدني كمرشح واعد بسبب فوائده المعروفة في تخفيف الأعراض في كل من البيئات السريرية وتحت السريرية.
وشدد باحث في درجة الدكتوراه في جامعة هلسنكي الفنلندية والمؤلف الرئيس للدراسة إيتو سويني، على “إمكانات النشاط البدني كهدف للتدخلات السلوكية لمعالجة الاكتئاب، نظرًا لإمكانية الوصول إليه وإمكانية تنفيذه على مستوى واسع”.
واستخدمت الدراسة بيانات استقصائية لفحص الصحة والتغذية في الولايات المتحدة، والتي تضمنت معلومات من 28520 مشاركًا لضمان حجم عينة مميز.
وتم تقييم أعراض الاكتئاب باستخدام استبيان صحة المريض بما يتماشى مع معايير اضطراب الاكتئاب الشديد الواردة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية.
وأشارت النتائج إلى أن “النشاط البدني معتدل الشدة مرتبط بانخفاض أعراض الاكتئاب، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يمارسونه لمدة 1-2 ساعة في الأسبوع”.
وأظهر النشاط البدني عالي الشدة ارتباطًا بانخفاض أعراض التعب. ومع ذلك، فإن نمط الاستجابة لأعراض “فقدان الاهتمام” كان أقل وضوحًا مقارنة بالنشاط المعتدل الشدة.
كما لم يرتبط المشي أو ركوب الدراجة من أجل التنقل باستمرار بتقليل أعراض الاكتئاب، ولكنه كان مرتبطًا بانخفاض التعب؛ ما يشير إلى فوائد محتملة حتى للأنشطة الأقل كثافة.
وحلل الباحثون لضمان قوة النتائج التي توصلوا إليها، البيانات على وجه التحديد من المشاركين الذين لديهم درجات اكتئابية أعلى ونظروا في آثار العلاجات الدوائية النفسية.
وحث سويني على اتباع نهج أكثر دقة لفهم الاكتئاب، مؤكداً الحاجة إلى النظر في تنوع الأعراض.
واقترح استخدام تصميمات بحثية أفضل ومقاييس موضوعية لقياس النشاط البدني في الأبحاث المستقبلية، فهذه الخطوة قد تساعد في تعميق فهم الآليات البيولوجية والنفسية التي تكمن وراء العلاقة بين النشاط البدني وتأثيره على الأعراض الاكتئابية المختلفة.(وكالات)