كتاب وآراء – الدكتور صادق العثماني
ليس من الدين ولا من الأخلاق ولا من الذوق السليم ولا من الحرية في شيء ، حرق الكتب المقدسة وتمزيقها وضربها بالأرجل تحت الأقدام؛ فكل من يقوم بهذا الفعل المشين فهو همجي بربري عنصري، لا يمكن اعتباره من أهل الفكر والمعرفة والثقافة والحكمة، لأن هؤلاء يواجهون الكلمة بالكلمة، والفكرة بالفكرة، والشدة باللين ..يقول سبحانه ” أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن، إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله، وهو أعلم بالمهتدين “.
فالرسول صلى الله عليه وسلم ، كان واعيا بخطورة الاستهزاء والسخرية من الكتب المقدسة كالتوراة والإنجيل؛ فلقد جاء في سنن ابي داوود في الحديث 4449 ان رسول الله ﷺ وضعت له وسادة فجلس عليها ثم قال : بالتوراة فأتي بها فنزع الوسادة من تحته فوضع عليها التوراة ثم قال : آمنت بك وبمن انزلك . ووضعها ﷺ على الوسادة تعظيماً لها وتكريما للنبي الذي أنزلت عليه وهو سيدنا موسى عليه السلام، ولما تتضمنه من الحق كذلك وإن طال بعضها شيء من التأويل أو التحريف؛ لكن يبقى ان فيها شيء من كلام الله تعالى ..فشريعة الإسلام واضحة وضوح الشمس فيما يتعلق بالكتب السماوية المنزلة على أنبياء الله ورسله؛ بحيث اعتبرت الإيمان بهم والإقرار بكتبهم من أركان الإيمان في الإسلام . ولهذا فكل مسلم لا يؤمن بالكتب السماوية فهو غير مسلم .