كتاب وآراء – فاطمة عبدالله الدربي
التجاهل فن لا يعرف حلاوته إلا الشخص الذي يعيش على خطاه، لذا عليك أن تعيش كما تريد، وبالطريقة التي تريد، وليس كما يريد من حولك. وعليك أن تتجاهل كلام الناس والتعليقات، التي تأتيك يومياً من أشخاص هدفهم الأساسي هو إيذاء الآخرين بكلامهم، وجعلهم يفقدون الثقة والأمل، فمختلف الأحكام والكلام الذي تسمعه عنك هو مجرد كلام، ولا بد أن تتخطاه وتتجاهله، وكما يقال: إن أتقنت فن التجاهل اجتزت نصف مشاكل الحياة.
لكي تعيش بسلام عليك أن تحترف فن التجاهل، فالتجاهل نصف السعادة، وهو ليس صفة سلبية دائماً كما نعتقد، فربما تكون كذلك في بعض المواقف، ولكن في معظم الأوقات يكون التجاهل هو الحل مع الأشخاص السلبيين، الذين يرسلون إلينا ذبذبات محملة بالحسد والكراهية والغيرة والمقارنة والتعالي.
عليك بالتجاهل التكتيكي الذكي فهو محمود، فالحياة تحتاج إلى بعض التجاهل، تجاهل لأشخاص، وتجاهل لمشاكل ومنغصات، وكذا تجاهل لأفعال وأقوال، فليس كل شيء يستحق عصبيتك.
انس واصفح وتناس وتجاهل تكتيكياً من أجل صحتك، ما أصعب الأصدقاء والأحباب، حينما يصبحون غرباء ومتقلبين يتجاهلون لحظات الأنس، والسمر، هناك تجاهل يستحق أن تمنحه فرصة أخرى، وهناك تجاهل لا يستحق معه إلا الرحيل.
التجاهل هو حقاً نعمة، فهو يعيد كل إنسان إلى حجمه الحقيقي، أنت حين تتأثر بكلام أو رأي شخص معين فإنك تعطيه قيمة وحجماً أكثر من حجمه الفعلي، لهذا لا بد أن تعطي لنفسك قيمة أكثر من أي شخص آخر، وتضع نفسك في المقدمة، فكل ما يهمك هو نفسك وليس الآخرين، فإن كنت سعيداً فستكون سعيداً بنفسك، وإن كنت تعيساً فإنك ستكون تعيساً لنفسك، لذا لا تدع أحداً يعكر مزاجك وسعادتك.