الصورة :الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
أعلنت النقابة الوطنية للصحافة المغربية، أنها تتابع بقلق كبير الحملة الإعلامية التي تخوض غمارها بعض وسائل الإعلام الفرنسية ضد المغرب.
وقالت النقابة، بدل مساندة الشعب المغربي في هذه المحنة الكبيرة التي يجتازها بسبب الزلزال العنيف الذي ضرب أجزاء شاسعة من التراب الوطني وخلف خسائر بشرية ومادية فادحة، من خلال أداء إعلامي يتميز بالمهنية واحترام أخلاقيات المهنة، فإن كثيرا من وسائل الإعلام الفرنسية، اختارت توظيف هذه المأساة الإنسانية لخدمة أجندة معينة وتصفية حسابات سياسية ضيقة.
وسجلت النقابة الوطنية للصحافة المغربية أن بعض وسائل الإعلام الفرنسية تخلت عن دورها الإعلامي المهني، و تحولت إلى فاعل سياسي مباشر، يتبنى مواقف سياسية بحمولة إيديولوجية صرفة، وعوض نقل الأخبار المتعلقة بالكارثة التي حلت بالشعب المغربي، و نشر المقالات التحليلية، و لعب دور قنوات الحوار المثمر في نقاشات مفتوحة تركز على الكارثة و على الحلول، و تنقل الأحداث كما تحصل في الواقع ، تعمدت هذه الوسائل تجنب القيام بواجبها و استبداله بنشر المواقف المغرضة و الأخبار الزائفة و الإساءة إلى المؤسسات الدستورية المغربية .
و لاحظت النقابة الوطنية للصحافة المغربية أن بعض من الصحافيين الفرنسيين و العاملين في هذه المؤسسات الإعلامية الفرنسية ، الذين جاؤوا إلى المنطقة التي تعرضت للزلزال المدمر، يقترفون مجموعة كبيرة من المخالفات المخلة بأخلاقيات المهنة ، ليس فقط فيما يتعلق بالخطوط التحريرية للمؤسسات التي يشتغلون بها و التي تصرف عداء غريبا تجاه الشعب المغربي ، و لكن أيضا من خلال مخالفات مشينة من قبيل نشر صور الأطفال و القاصرين و نشر صور أشخاص دون الحصول على موافقة صريحة منهم، و انتقاء الأشخاص الذين يستجوبونهم بدقة متناهية بما يخدم أهدافا معينة ، و تركيزهم بشكل يفتقد إلى الالتزام بالتوازن عبر التركيز على بعض الاختلالات و النواقص .
وسجلت النقابة بافتخار التزام وسائل إعلام فرنسية أخرى بالمهنية و بأخلاقيات المهنة في تغطيتها لكارثة الزلزال، و باعتزاز انخراطها الفعلي في حملات التضامن مع ضحايا الكارثة ، معبرة في الوقت نفسه عن أسفها الشديد لهذا المستوى المنحط الذي وصلت إليه بعض وسائل الإعلام في بلاد الثورة الفرنسية ، و تسجل بأسى عميق جدا استغلالها لكارثة طبيعية تسببت في مآسي إنسانية ، اجتماعية و نفسية لأعداد كبيرة من المواطنين المغاربة ، و في صدمة عنيفة للشعب المغربي ، و استثمارها لخدمة أهداف سياسية . بما جرد هذه الوسائل من أية مصداقية.