فنلندا بالعربي- وكالات
رغم مرور أزيد من 8 عقود، ما تزال فجائع “حرب الشتاء” التي تواجهت فيها القوات السوفياتية والفنلندية، عالقة في أذهان عدد من سكان البلد الاسكندنافي، الذين يدفعون آلاف الدولارات لكتابة رسائل مناهضة لروسيا على القذائف الأوكرانية.
وكشفت منصة SignMyRocket.com، وهي منظمة غير ربحية تجمع الأموال للقوات الأوكرانية، من خلال السماح لداعميها بالتوقيع وكتابة رسائل على الذخائر الأوكرانية، إن فنلندا برزت كأكبر مصدر للتبرعات بعد الولايات المتحدة.
ويلجأ مئات الفنلنديين إلى المنصة لدعم الجيش الأوكراني، من خلال دفع ما لا يقل عن 200 دولار، لوضع أسمائهم أو رسائل خاصة على قذائف المدفعية الأوكرانية عيار 155 ملم، بحسب صحيفة التايمز.
وبعد عقود من الحياد والتعامل مع الاتحاد السوفيتي ثم روسيا بحذر فائق، تقدمت البلاد بطلب للانضمام إلى الناتو، وأعلنت زيادة قدرها 2 مليار دولار في إنفاقها الدفاعي بعد بداية الغزو الروسي على أوكرانيا.
كما قدمت البلاد إلى الأوكرانيين حزمات من المعدات العسكرية بقيمة إجمالية تبلغ حوالي 190 مليون يورو، من بينها صواريخ مضادة للدبابات.
وكان الفنلنديون وراء هذا التحول في سياسة حكومتهم، بحسب الصحيفة ذاتها، حيث دعا 58 بالمئة منهم، إلى رفع ميزانية البلاد العسكرية، وأعرب 85 بالمئة عن قلقهم بشأن روسيا، مؤكدين أنه يجب الدفاع عن الأراضي الفنلندية بأي ثمن.
مارتي جي كاري، الكولونيل السابق في المخابرات العسكرية الفنلندية أصيب والده بنيران مدفعية الاتحاد السوفيتي في عام 1940، واحد من مئات الفنلنديين الذين دفعوا لكتابة رسائل على قذائف استخدمت في قصف مواقع روسية في أوكرانيا.
واختار مساعد رئيس المخابرات العسكرية الفنلندي السابق، والذي يعمل الآن أستاذا في جامعة يوفاسكيلا، عبارة: “عيد ميلاد سعيد من عائلة كاري!”
وكتب على تويتر: “في فبراير 1940، أصيب والدي بشظية قذيفة أثناء قتاله ضد العدوان الروسي، اليوم، أتيحت لعائلتنا فرصة إطلاق قذيفة مدفعية عيار 155 ملم، على المعتدين الذين يهاجمون مدينة باخموت.. لقد تعادلنا الآن”.
Hyvää keskustelua. Pääosa asiallista. Nyt on pakko lopettaa. Nyt joulupäivällisen valmisteluun, tänään meillä 5 lasta puolisoineen ja kolme lasten lasta. Pikku hulina. Yksi pääruuista papan pyydystämä smetanakuha. Ps. Laitan mökin ja asunnon söhkökompensaation Ukrainaan.
— Martti J Kari (@maraj60) December 23, 2022
من جانبها، تستحضر الروائية والكاتبة صوفي أوكسانين، ذكريات حرب فنلندا الشتوية ضد غزو الاتحاد السوفيتي، بدعمها إطلاق قذيفة مدفعية، تحمل توقيعها.
وكتبت أوكسانن على تويتر: “هذا العام، ذهبت الأموال التي كنت سأنفقها على الألعاب النارية لهذا النوع من الصواريخ للدفاع عن أوكرانيا من العدوان الروسي”.
Tänä vuonna ilotulitusrahani menivät tämmöiseen rakettiin. Hyvää uutta vuotta!/ This year my firework money went to this kind of rocket to defend #Ukraine from #RussianAggression. #HappyNewYear ! You can send your own New Year wishes to #Russia with @SignMyRocket #uusivuosi (1/2) pic.twitter.com/XceRL54Cgt
— Sofi Oksanen (@SofiOksanen) December 31, 2022
وأضافت: “لدي شعور أن جدي الفنلندي المحارب المخضرم أرسل معي أمنياته، وكذلك فعل جدي الإستوني، وأخ جدتي الإستونية، الذي مات أثناء مطاردته من قبل الشرطة السرية السوفيتية”.
بالمقابل، لا يشعر الجميع في فنلندا بالراحة حيال “هذا التدفق المفاجئ للمشاعر السلبية ضد روسيا”، على حد تعبير الصحيفة.
وفي هذا السياق، اعتبر تقرير على الصحيفة الرائدة في البلاد “هلسنجين سانومات”، أن بعض الرسائل “ربما تتجاوز الخط الفاصل بين الغضب الأخلاقي المبرر والاستياء المهين للإنسانية”.
ونقلت الصحيفة، تصريحا للباحثة في التاريخ الروسي، كاتي باربي، والتي قالت إن هناك عودة لـ”رهاب روسيا” في البلاد، وبروز “روح الانتقام” القديمة.
وجمعت المواقع الإلكترونية الأوكرانية المتخصصة بالتمويل الجماعي، مئات الآلاف من الدولارات لدعم الجهود الأوكرانية في الحرب.
وتوفر هذه المنصات الفرصة للناس العاديين بالتبرع لصالح الحرب، من خلال كتابة شعارات ورسم رموز على الأسلحة قبل إطلاقها تجاه العدو.
Japan stands with Ukraine.@SignMyRocket pic.twitter.com/9PBFgDorox
— HT (@HT66276872) December 16, 2022
وبعد جمع تبرع، يكتب الجنود الأوكرانيون العبارة أو الرسمة المطلوبة من المتبرع على الذخيرة ويلتقطون صورة أو فيديو لها قبل إطلاقها في وجه العدو.
وتذهب عائدات هذه المنصات لشراء معدات للوحدات العسكرية الأوكرانية.