أبدى الأمين العام لـ»حلف شمال الأطلسي» ينس ستولتنبرغ أمس استعداد الحلف «لتعزيز وجوده» في بحر البلطيق ومحيط السويد لحماية هذا البلد في حال ترشّحه لعضوية «الأطلسي» إثر الغزو الروسي لأوكرانيا.
وإذ قال ستولتنبرغ خلال مقابلة مع التلفزيون السويدي «إس في تي»: «علينا أن نتذكّر أنه خلال عملية الإنضمام إلى «حلف شمال الأطلسي»، ثمّة التزام سياسي قوي من جانب المنظمة لدعم أمن السويد»، أضاف: «لدينا وسائل عدّة للقيام بذلك، خصوصاً عبر تعزيز وجود «الأطلسي» وقواته في المناطق المحيطة بالسويد وفي البلطيق».
وفي «منعطف تاريخي» تسبّبت به الحرب الروسية ضدّ أوكرانيا، تجري السويد وفنلندا راهناً مشاورات داخلية وخارجية مهمّة ومكثّفة بهدف الإنضمام إلى «الأطلسي»، مع قرار فنلندي في هذا السياق يُعتبر وشيكاً جدّاً.
وتجري ستوكهولم وهلسنكي محادثات مع الكثير من أعضاء الحلف الرئيسيين للتأكد من الحصول على «الضمانات» اللازمة، في وقت تتوعّدهما روسيا بـ»عواقب» في حال ترشّحهما للإنضمام.
وأشارت رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين أمس إلى محادثات في هذا المعنى مع الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، مؤكدةً أن انضماماً في أسرع وقت هو «أفضل ضمان مُمكن». ووحدهم أعضاء الحلف يستفيدون من الحماية التي نصّ عليها «البند الخامس» من معاهدة الدفاع المشترك للمنظمة، وليس المرشّحين للعضوية.
وفي الأثناء، شارك أكثر من 3 آلاف جندي فنلندي إلى جانب مئات الجنود الأميركيين والبريطانيين والإستونيين واللاتفيين، في مناورة عسكرية شاملة انطلقت الأربعاء وتستمرّ لمدّة أسبوعَيْن. وتكشف التدريبات الجارية بين غابات الصنوبر في فنلندا، مدى توافق القوات الفنلندية مع نظيراتها في «الأطلسي».
وتنطوي التدريبات على تطوير وحدات آلية سريعة الاستجابة وتعريف القوات الفنلندية بأنظمة «الأطلسي»، ويُشارك فيها أكثر من 100 جندي أميركي و15 مدرّعة من طراز «سترايكر». ويُمكن لفنلندا أن تحشد جيشاً ثابتاً قوامه 280 ألف جندي في أيّام، ولديها ما مجموعه 900 ألف جندي احتياط، بحسب صحيفة «وول ستريت جورنال».
وتمتلك فنلندا قوّة برّية وجوّية كبيرة ومدرّبة جيّداً، وتُعدّ من الدول القلائل التي استطاعت مجابهة الاتحاد السوفياتي السابق، عندما أجبرت القوات السوفياتية على الإنسحاب خلال حرب الشتاء (تُعرف أيضاً باسم الحرب السوفياتية – الفنلندية الأولى) في تشرين الثاني 1939.(وكالات)