الصورة : الجيش الفنلندي/ تصوير : قوات الدفاع الفنلندية
شارك أكثر من 3 آلاف جندي فنلندي، إلى جانب مئات الجنود الأميركيين والبريطانيين والإستونيين واللاتفيين، في مناورة عسكرية شاملة انطلقت، الأربعاء، وتستمر لمدة أسبوعين، وتسبق استعدادات فنلندا لطلب الانضمام إلى حف شمال الأطلسي (الناتو)، بعد انتشار مخاوف متزايدة من تداعيات محتملة للغزو الروسي لأوكرانيا.
وتعتبر التدريبات العسكرية، مقدمة لما يمكن أن يكون تحولًا جيوسياسيًا كبيرًا، حيث ستتقدم هلسنكي بطلب الانضمام إلى التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، وسط تصاعد التوتر مع روسيا بشأن أوكرانيا.
”Suomen ja Iso-Britannian vahva puolustussuhde tukee Pohjois-Euroopan vakautta ja turvallisuutta.
Arrow 22 –harjoitus, jossa vierailin ministeri Wallacen kanssa, on osoitus yhteistyömme kehityksestä ja sotilaallista yhteistoimintakyvystämme.”
Puolustusministeri @anttikaikkonen pic.twitter.com/sTvI7uqcet
— Puolustusministeriö (@DefenceFinland) May 4, 2022
وتوضح التدريبات الجارية بين غابات الصنوبر في فنلندا، مدى توافق القوات الفنلندية، مع نظيراتها في الناتو.
وتنطوي التدريبات على تطوير وحدات آلية سريعة الاستجابة وتعريف القوات الفنلندية بأنظمة الناتو، ويشارك بها أكثر من 100 جندي أميركي و 15 مدرعة من طراز سترايكر.
ويمكن لفنلندا أن تحشد جيشًا ثابتًا قوامه 280 ألف جندي في أيام ، ولديها ما مجموعه 900 ألف جندي احتياطي.
وتقدم التدريبات دعمًا متعدد الاستخدامات لتطوير قدرات الجيش الفنلندي، وكفاءة ومهارات أفراد الخدمة والاحتياط والمجندين على مستوى الفرد والوحدة، وفقاً للموقع الرسمي لـ”الجيش الفنلندي”.
#Arrow22 #harjoitus on virallisesti käynnistynyt! Viimeisetkin vaunut saapuivat illansuussa Parolasta – nyt puretaan, leiriydytään, levätään, jotta yksikköharjoittelusta saadaan huomenna kaikki irti. #maavoimat #PSPR @KarjalanPR @PorinPR pic.twitter.com/N1W0wBxuIY
— Maavoimat (@Maavoimat) May 2, 2022
وفي أبريل الماضي، وصلت ثلاث سفن حربية تابعة لحلف شمال الأطلسي إلى ميناء توركو في جنوب غرب فنلندا للتدريب مع البحرية الفنلندية.
وقالت قوات الدفاع الفنلندية في بيان إن التدريبات التي تستغرق يومين، والمقرر أن تبدأ في 28 أبريل نيسان وتشمل سفنا حربية من لاتفيا وإستونيا وهولندا، ستعد السفن الفنلندية للمشاركة في قوات الرد التابعة لحلف شمال الأطلسي في عام 2022 والتركيز على “مكافحة الألغام والعمل في إطار متعدد الجنسيات”.
Suomen ja Iso-Britannian puolustusministerit @anttikaikkonen ja @BWallaceMP tutustuivat tänään Arrow 22 –harjoitukseen.
Se on Maavoimien mekanisoitu harjoitus. Suomen kansallisten joukkojen lisäksi harjoitukseen osallistuu joukkoja 🇬🇧, 🇱🇻, 🇺🇸 ja 🇪🇪. pic.twitter.com/L771hpWCTB
— Puolustusministeriö (@DefenceFinland) May 4, 2022
ورغم كونها شريكا وثيقا للحف الأطلسي، ظلت هلسنكي على مدى عقود خارج الحلف جزئيًا لتجنب استفزاز موسكو، حيث تشترك فنلندا في حدود برية بطول 1300 كيلومتر مع روسيا.
وتعد فنلندا من الدول القلائل التي استطاعت مجابهة الاتحاد السوفيتي السابق، عندما أجبرت القوات السوفيتية على الانسحاب خلال حرب الشتاء (تُعرف أيضا باسم الحرب السوفيتية الفنلندية الأولى) في نوفمبر 1939.
وعقب الغزو الروسي لأوكرانيا، تحول الرأي العام والسياسي الفنلندي لصالح عضوية البلاد في الناتو، وهي خطوة ترحب بها دول حلف شمال الأطلسي أيضاً.
وتمتلك فنلندا قوة برية وجوية كبيرة ومدربة جيدا، ويمكنها أن تدافع عن نفسها من جانب واحد لأيام، إن لم يكن لأسابيع، وهو أمر لا يستطيع سوى عدد قليل من أعضاء الناتو القيام به.
كما تمتلك فنلندا عقودا من الخبرة في مراقبة الأنشطة الروسية على طول حدودها المشتركة مع موسكو والتي يبلغ طولها 1340كم.
وكان المستشار الألماني أولاف شولتز قال، الثلاثاء الماضي:” لا يمكن أن يفترض أحد أن روسيا لن تهاجم دولا أخرى”، مضيفاً أن ألمانيا ستدعم فنلندا والسويد إذا قررتا الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا، تعمل فنلندا على تحديث قواتها الجوية، حيث أعلنت في فبراير أنها أكملت شراء 64 طائرة مقاتلة من طراز إف-35، لتحل محل أسطولها القديم من طائرات هورنت.
وتقدر قيمة الصفقة بنحو 8.8 مليار دولار، ويمكن لتلك الصفقة مساعدة فنلندا في الدفاع عن المجال الجوي فوق بحر البلطيق، إذا انضمت إلى الناتو.
وخلال شهر أبريل، رفعت فنلندا ميزانيتها الدفاعية بمقدار 700 مليون يورو، لترتفع إلى أكثر من من ملياري يورو، لتلبي هدف الناتو المتمثل في إنفاق 2 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع.
ومن المتوقع أن تتقدم فنلندا بطلب للحصول على عضوية الناتو في منتصف شهر مايو؛ في نفس الوقت تقريبًا مع السويد.
وظلت السويد وجارتها فنلندا خارج حلف الأطلسي أثناء فترة الحرب الباردة، لكن ضم روسيا لشبه جزيرة القرم عام 2014 وغزو أوكرانيا دفع الدولتين لإعادة التفكير في سياساتهما الأمنية، مع تزايد احتمال حصولهما على عضوية الحلف.
ويشعر البلدان بالقلق من أنهما سيكونان عرضة للخطر خلال عملية فحص طلبات العضوية، والتي قد تستغرق زهاء عام إلى أن يوافق عليها جميع أعضاء الحلف. (وكالات – “وول ستريت جورنال”)