فنلندا بالعربي من هلسنكي
شاءت الأقدار أن يجري الشر على لسان أهل الخير، وأن يلبس الباطل لبوس الحق بتوظيف شبه واهية لا يقبلها سليم العقل سوي الفطرة فضلا عن مسلم له في مراجعه الدينية ما يحول دون صنعه.
انتشرت ظاهرة الزواج العرفي أو الفاتحة في صفوف الجالية العربية بفنلندا بشكل كبير ، بسبب ظاهرة الطلاق ، وسط مشكلات أسرية واجتماعية كبيرة.
ويتهرب العديد من الأزواج من توثيق عقود الزواج خاصة من النساء المطلقات ، وذلك لعدة أسباب أخلاقية واجتماعية وأخرى مادية متعلقة بالمساعدات الإجتماعية التي تمنحها المؤسسات الفنلندية ، وأصبح زواج الفاتحة حلا مناسبا للعديد من النساء تشترطنه بمحض إرادتهن كونه من جانب الشريعة الإسلامية زواجا حلالا إذا اكتملت فيه كل شروط الزواج الشرعي ، لكن اقتران الخطبة مع قراءة الفاتحة بنية الطلاق والإستغلال من طرف الرجل يعد حراما وخذاعا وإحتيالا . كما لايعد زواجا حسب القانون الفنلندي والدول الإسلامية ، وذلك لحماية الأسر والأطفال من تلاعب الأزواج تحت غطاء الزواج الشرعي.
بدايتنا مع “نبيلة” المقيمة في مدينة هلسنكي منذ عدة سنوات ، التي أبت إلا أن تروي لفنلندا بالعربي وبكل جرأة حكاية زواجها قائلة أنها تعرضت للإستغلال في الاربعين من عمرها عندما تقدم أحد المهاجرين لخطبتها من الشرق الأوسط بعد ان تعرفت عليه في مواقع التواصل الاجتماعي ، ويوم الخطبة حضر داعية إسلامي للمنزل وتم عقد الزواج الشرعي بقراءة الفاتحة وحضور شاهدين ، لكن خلال مرور شهرين فقط على فترة الزواج فوجئت به يتنصل من وعوده لها بتسجيل زواجهما بعقد رسمي وبعد إلحاحي على ذلك طلقني برسالة عبر الهاتف . لقد إكتشفت ان هدفه كان إستغلالي جنسيا والسيطرة على أموالي توضح نبيلة.
أما “عائشة”، هي الأخرى حدثتنا قائلة: “أحسست حينها أني ظلمت نفسي، وجنيت على الجنين الذي سيولد بدون أب، وقررت اللجوء للمحكمة في بلدي لرفع دعوى في محكمة بلدي الاصلي لتبوث النسب ، إلا أن والد ابنتي لم يعترف بها إلى الآن، ورفض الوقوف أمام المحكمة أو استلام استدعاءات الحضور”.
“مريم”، 30 سنة، ، تزوجت العام قبل الماضي بصيغة زواج الفاتحة، تقول متحسرة: “خطبني مهاجر اصغر مني بثلاثة سنوات، أقنعني بترسيم الزواج بالفاتحة إلى حين تحسن ظروفه والحصول على عمل، عائلتي عارضت بشدة، لكنني أمام إلحاحه وافقت وبدأ يعاشرني باستمرار حتى ظهرت عليّ علامات الحمل، عندها طلبت منه الإسراع في تجسيد علاقتنا الزوجية بعقد مدني لدى السلطات الفنلندية ، حينها بدأ يصطنع الأعذار، والنتيجة أني رُزقت بطفلة التي لم أتمكن إلى الآن من تسجيلها إداريا في سفارة بلدي واستخراج شهادة الميلاد لانتفاء العقد الرسمي والحصول على جواز سفر لإبنتي.
أما “حسناء” ، فقصتها كانت أكثر سوءاً حيث التقت قبل أربع سنوات برجل يبلغ الأربعين من العمر، عرض عليها الزواج بالفاتحة لفترة مؤقتة وأنه سيرسم الزواج بعد الطلاق من زوجته الأولى ، وما كان منها إلا أن وثقت في الرجل، وبعد معاشرة زوجية دامت عدة شهور أنجب معه بنت لم يقبل الوالد الاعتراف به لدى سلطات بلدي الأصلي ، وطلقني بالثلاث.
من جهتهن اعتبرت الكثير من المطلقات أن قبول إبرام الزواج بالفاتحة هو آخر حل يمكّنهن فعله وكل نظرات بعض افراد الجالية العربية المجحفة في حق من فشلن في حياتهن الزوجية.
وفي هذا السياق تقول “حليمة ”، 30 سنة: “لا أمانع من الزواج بالفاتحة، فهو زواج شرعي ومعترف به أمام الله والمجتمع بغض النظر عن نوايا الخاطب”، مضيفة أنه مع ارتفاع نسبة المطلقات في صفوف الجالية العربية، لم يبق أمام بعض النساء سوى القبول بهذا الشرط للتمكن من التغلب على مشاكل الحياة وتكوين أسرة.
هو رأي الكثير من الفتيات ممن رضخن للأمر الواقع وقبلن الزواج بهذه الطريقة وفي هذه الظروف، فـ” رقية” المطلقة على سبيل المثال تجاوزت الثلاثين وقبلت الزواج بأب لثلاثة أطفال دون عقد مدني فقط كي تحظى بفرصة الزواج ثانية وتكوين أسرة.
ونتيجة لكل هذه الظروف وقعت الكثيرات في مشاكل كبيرة بعد وضعت ثقتها في هذا الزواج، يتعلق الأمر بنساء تم إستغلالهم جنسيا وماديا وحُرمن من كل حقوقهن وخاصة بعد الطلاق.
مرحبا ممكن اتواصل مع حليمة
بصراحة هذا موضوع يحتاج شهور لنقاش . لكن في رأي الخاص .كما تذين تذان