صورة أرشيفية
فنلندا بالعربي- وكالات
يزداد القلق داخل الأوساط الاقتصادية الألمانية بشأن التوصل لاتفاقية للفترة اللاحقة للمرحلة الانتقالية لما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست».
وقبل جولة المفاوضات المقبلة التي تبدأ غداً الثلاثاء في لندن، حذرت غرفة الصناعة والتجارة الألمانية من خطورة تطبيق رسوم جمركية وتعطل سلاسل التوريد وزيادة صعوبة تبادل البيانات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا حال عدم وجود اتفاقية تجارية، لافتة إلى أنه لم يتبق سوى وقت محدود لإبرام اتفاقية.
وقال الرئيس التنفيذي للغرفة مارتن فانسلبن لصحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية في تصريحات تم نشرها امس الأحد «يساور الأوساط الاقتصادية الألمانية قلق كبير ألا تتحقق أوجه تقدم في مفاوضات البريكست بشأن العلاقات الاقتصادية المستقبلية».
وأكد فانسلبن أن نهاية المرحلة الانتقالية في 31 ديسمبر/كانون الأول المقبل يعني تحديات اقتصادية إضافية بالنسبة للشركات، وقال «يجب أن تستعد الشركات لفترات تخليص جمركي أطول على الحدود، وكذلك لبيروقراطية جمركية وإجراءات سماح مزدوجة للمنتجات… حالة عدم اليقين بين الشركات الألمانية باتت ملموسة – في ظل موقف غير مستقر بالفعل بسبب أزمة كورونا».
وأضاف رئيس غرفة الصناعة والتجارة الألمانية أن الصادرات إلى الجزر البريطانية انخفضت بنسبة 23 في المئة في النصف الأول من عام 2020 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، لافتا إلى أن هذا الانخفاض يزيد عن الانخفاض المرتبط بأزمة كورونا بنسبة 14 في المئة مقارنة بدول الاتحاد الأوروبي الأخرى.
على صعيد آخر قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أمس الأحد أن ثمة حاجة ملحة للتوصل إلى اتفاق بشأن محادثات التجارة الخاصة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكسِت» وألقى باللوم في الجمود على موقف لندن.
وقال لو دريان لراديو فرانس إنتر «البريطانيون لا يستوعبون فيما يبدو أنه إذا أراد المرء التفاوض على اتفاق جيد، فيجب عليه أن يتحدث عن جميع القضايا».
وأضاف «الأمور لا تسير على ما يرام، ولم يتبق سوي شهرين، إنه أمر ملح .. بدأ العد التنازلي. نفضل التوصل إلى اتفاق لكننا بحاجة لمناقشة الحزمة بأكملها.. لتجنب عدم التوصل إلى اتفاق».
وغادرت بريطانيا الاتحاد الأوروبي رسميا في 31 يناير/كانون الثاني، لكنها في مرحلة انتقالية لا تزال تطبق فيها قواعد الاتحاد الأوروبي حتى 31 ديسمبر/كانون الأول، وبعد ذلك يدخل نظام التجارة الجديد حيز التنفيذ أو تطبق قواعد منظمة التجارة العالمية.
من جهة ثانية قال ديفيد فروست كبير مفاوضي بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي أمس الأحد إن بلاده مستعدة لقبول «بريكسِت» من دون اتفاق، حال فشل المفاوضات مع التكتل الأوروبي، وذلك قبل يومين من البدء المقرر لجولة محادثات جديدة .
وذكر فروست في مقابلة مع صحيفة «ميل» البريطانية أنه يتفق تماما مع رئيس الوزراء بوريس جونسون في أن بريطانيا ليس لديها ما تخشاه من «بريكسِت» من دون اتفاق.
وقال إنني «لا أعتقد أننا خائفون من ذلك على الإطلاق». وأضاف «لن نكون دولة تابعة . ولن نساوم على الأسس الجوهرية للتحكم في قوانيننا». وقال أيضاً أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يأخذ على محمل الجد أن بريطانيا ستستعيد استقلالها كدولة ذات سيادة. وأوضح فروست إننا «نريد استعادة سلطات السيطرة على حدودنا، وهذا أكثر الأمور أهمية».
ومن المتوقع أن يصل كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشيل بارنييه لندن غداً الثلاثاء للمشاركة في جولة جديدة من المفاوضات.
وإذا لم يتفق الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بشأن معاهدة تحكم العلاقات بين الطرفين في المستقبل، فقد يتسبب ذلك في انفصال اقتصادي صعب بفرض حواجز تجارية كالتعريفات الجمركية.