يونس اجيري من هلسنكي
يعتبر مغاربة فنلندا من أفضل الجاليات الاجنبية من حيث المستوى التعليمي والثقافي والاندماج في المجتمع الفنلندي، ويتوفر عـدد لابأس به من أفراد الجالية المغربية على مستوى عالي من الدراسة فقد شهدت فنلندا منذ الثمانينات هجرة الكثير من المغاربة من أجل الدراسة وطلب العلم والتجمع العائلي ورغم الأزمة الاقتصادية الدولية فوضعية المهاجرين المغاربة تعد الأفضل مقارنة مع الدول الاوربية.
وقد حققت الجالية المغربية بفنلندا اندماجا وحضور قوي في المجتمع الفنلندي في عدة مجالات، وتحدد آخر مظهر من مظاهر الحضور الإيجابي والمثمر واللافت للنظر في قطاع النقل، فمنذ بضع سنوات بدأ يتبلور الحضور المغربي في سوق قطاع النقل والذي عرف في الآونة الأخيرة بفنلندا نقصا حادا من حيث اليد العاملة وعرف إقبال كبير من المهاجرين المغاربة حتى لحاملي الشهادات من المهندسين بسبب الراتب الشهري المرتفع، لا سيما في مدينة هلسنكي التي تقطنها أعداد كبيرة من المغاربة، حيث لا تخلو أي شركة من الشركات من العمال المغاربة لإخلاصهم وإلتزامهم بقوانيين العمل، بل ثمة تصريح من احد السياسيين الفنلنديين سابقا قوله على الجاليات ان تقتدي بالجالية المغربية.
كما صنفت مجلة إخبارية مختصة في قطاع النقل مغربين من مدينة مراكش مقيمين بهلسنكي من أفضل العمال من حيث الثقة والالتزام والمعاملة مع الزبناء، مما أعطى صورة جيدة ومحترمة لأصحاب الشركات حول العمال المغاربة.
الحضور المغربي القوي المتميز في قطاع النقل بفنلندا، ما هو إلا شاهد على الدور الفعال الذي تؤديه شريحة من مغاربة فنلندا لتقوية مكانتها داخل المجتمع الفنلندي وإعطاء صورة مشرفة عن المهاجر والعامل المغربي.
الجدير بالذكر أن المهاجر المخلص في العمل والذي يدفع الضرائب بفنلندا غالبا ما يقابل من المجتمع بالتقدير والتبجيل، بل ويتعمق ذلك الإحساس أكثر، عندما يتحلى العامل بالثقة ومحاسن الأخلاق .